كشفت دراسة أمريكية حديثة أن تعرض الإنسان للمواقف الحياتية الصعبة والضغوط النفسية يؤثر بالسلب على مناطق صنع القرار فى المخ.
وهو ما يجعله عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة، قد تؤدى فى النهاية إلى أضرار وخيمة لا يحمد عقباها.
وجاءت تلك النتائج بدراسة حديثة نشرت فى دورية "Current Directions in Psychological Science" أمس، وأجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبية.
وأشارت الدراسة إلى أن التوتر والضغوط النفسية خلال صنع القرار تجبر الإنسان على أن يفكر فقط بالأمور الإيجابية الناتجة عن اتخاذ القرار.
وتجعله يغض الطرف لا شعوريا عن مساوئ وسلبيات الخوض فيه، ولذلك ينصح بأن يؤجل الإنسان قدر الإمكان اتخاذ القرار فى مثل هذا التوقيت.
وقد تفسر هذه النتائج إقبال بعض الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف حياتية صعبة وقاسية لجوءهم لعالم المخدرات.
رغبة فى تحقيق النشوة والفائدة اللحظية منها دون التفكير فى عواقبها الوخيمة وأضرارها الكبيرة التى ستصيبهم بعد ذلك.
كما أوضحت الدراسة بأن الضغوط النفسية تؤثر على المرأة، بشكل أكبر من الرجل، فعندما تتعرض المرأة لموقف صعب فإنها تبدى تحفظات كبيرة تجاه اتخاذ قرارات حاسمة.
بينما يكون الرجل أكثر استعدادًا لتحمل المخاطرة واتخاذ القرارات الصعبة.
وحذرت الدراسة رجال الأعمال من اتخاذ القرارات الهامة والمؤثرة فى اللحظات الصعبة فى حياتهم، خصوصا عند التشاور بشأن الصفقات الكبيرة، لأن ذلك قد يكلفهم خسائر بملايين الجنيهات.
عندما ينظرون فقط إلى الجوانب الإيجابية المتوقعة، ويهملون، لا إراديًا، بسب الضغوط الجوانب السلبية جراء اتخاذ ذلك القرار.
ونبهت الدراسة، فى نهايتها، على أهمية صنع القرار فى حياة الفرد، وأن معظم القرارات التى نتخذها تكون تحت ضغوطات.
مشيرة إلى أننا يجب ألا نغفل عن الجوانب السلبية جراء اتخاذه، مع الأخذ فى الاعتبار أيضا أنه كلما كان الإنسان أكثر توترًا بسبب الأعباء النفسية، كلما كانت عواقب القرار الذى سيتخذه أكثر خطورة.
الكاتب: إسلام إبراهيم
المصدر: موقع اليوم السابع
